۲ آذر ۱۴۰۳ |۲۰ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 22, 2024
السيد الطاهر الهاشمي

وكالة الحوزة؛ إن التيارات المتطرفة حاولت أن تضع بذرة التفرقة بين أبناء الوطن الواحد وزعم أصحابها أن تلك التفرقة المنكرة تستند إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه وعلى آل الصلاة والسلام... كذبوا... .

وكالة أنباء الحوزة؛ تناول عضو المجمع العالمي لاهل البيت (ع) السيد الطاهر الهاشمي في مقالة له مسألة الوحدة بين المسلمين منتقداً الدور السلبي الذي تمارسه التيارات التكفيرية في بث الفرقة والخلاف بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة، وفيما يلي نص المقالة: 

من ذا الذي ينكر أن الإرهاب في منطقتنا طال الجميع واكتووا بنيرانه، وكاد أن يدمرها لولا بقية من أخيار في تلك الأمة نهضوا مستنفرين للزود عنها ونحن إذ نثمن دورهم ونضعهم تاج فوق رؤوسنا نناشد قادة الأمة الحكماء الأخيار أن يقفوا صفا وحلفا واحدا يجابه موجة الغلاة والتطرف وأن يضربوا على كل يد تحاول أن تبثّ الفرقة بين جمهور السنة والشيعة وأن يعملوا على أن يوحدوهما معا لمواجهة عدوهم التكفيري المشترك، وأن يهمشوا جميعا العملاء المغرضين من كلا الفريقين الذين رضوا أن يكونوا عملاء لأمريكا وبريطانيا فهؤلاء لا هم سنة ولا شيعة هؤلاء خنجر مسموم يحاول النيل من ظهر الأمة ورقبتها وليكن شعارنا جميعاً أمة واحدة .

 

المواطنة شرط لمواجهة الإرهاب

وهل يمكن لنا أن نبني وطننا دون قاعدة صلبة تقوم بالأساس على مبدأ المواطنة والمساواة ... إن التيارات المتطرفة حاولت أن تضع بذرة التفرقة بين أبناء الوطن الواحد وزعم أصحابها أن تلك التفرقة المنكرة تستند إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه وعلى آل الصلاة والسلام ... كذبوا ... فرسول الله أول من وضع قواعد العدل والحرية والمساواة وضرب بذلك أنموذجًا تحتذي به البشرية جمعاء .. لن تقوم للأمة قائمة دون أن يفعّل مبدأ المواطنة ومن الأولى وهي تحارب الإرهاب أن تراجع نفسها وأن تفعّل تلك المبادئ التي ظلت حبرا على ورق فهي لن تكسر ذلك العدو المتربص إلا ببناء لحمة وطنية صلبة أبية على الكسر والتصدع .

 

طاقات شيعية معطلة بفعل هوس نشر التشيع

كما تندد أمة الإسلام بما يسود الغرب في تلك الأوقات بما يسمونه الإسلاموفوبيا والتوجس من كل ما هو إسلامي فيما يرتكب بعضهم ما يمارسه الغربيون علينا جميعاً ألا وهو التوجس من الآخر الإسلامي من أصحاب المذاهب الأخرى بدعوى أنها تحاول أن تتمدد على حساب مذهبه بدلا من أن يحاول أن يتحد مع الآخر لصالح هذه الأمة المنكوبة وأن يتفق معه على أصول العقيدة التي لا ينكرها أحد.

إن اتهامات نشر التشيع التي اختلقتها تيارات متشددة خرجت من رحم التعصب والقهر ولا تطيق أحداً سواها عطلت لا شك طاقات المؤمنين بالمذهب الشيعي والتي إن خرجت في مساراتها الصحية والفاعلة لساهمت ولا شك في نهضة تلك الأمة وتثبيت دعائمها.

 

أين الدور الشيعي في مواجهة أزمات الوطن ؟

لا شك أن الدور موجود لكن من يرى ومن يسمع .. أن دور الشيعة لا شك كان فاعلا فهم أول من تشجع على فتح باب الاجتهاد في مذهبهم وأعملوا العقل والفكر فحموا منهجهم من الاختراق ومؤمنيهم من التطرف والانزلاق .. فانظروا إلى خارطتنا المنكوبة وأجيبوا على سؤال : من خلق التنظيمات السرية ومارس الإرهاب قولا وعملا .

نحن لا نطلب سوى بالسماح لنا كمواطنين أولا وآخرا أن نقوم بواجبنا تجاه أوطاننا وأمتنا دون نظرة شك في ولاءنا وإخلاصنا .. وأينما كان الشيعة كانوا مدافعين مخلصين عن اوطانهم ضد أعداء الأمة الحقيقيين الذين هم بلا مواربة مع اسرائيل والإرهاب التكفيري وكما يتعاون الإرهاب مع الصهيونية فعلى أبناء الأمة أن يتكاتفوا بالمقابل ضد من يريد تمزيق دولهم ونسيجهم الاجتماعي لتسهيل السيطرة عليهم .. إن المقاوم الحر الشريف لا يطلق النيران على مسالم بل على عدو محتل أو تكفيري دموي يأكل الأكباد ويحرق الحرث والنسل.

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha